السبت، 8 نوفمبر 2014

النازحين واللاجئين العراقيين بين الإهمال والاستئكال

النازحين واللاجئين العراقيين بين الإهمال والاستئكال 
بقلم /احمد الملا 
النزوح واللجوء مصطلحين يطلقان على كل من ترك دياره بما فيها وذهب إلى ديار أخرى بحثا عن الأمن والأمان والاستقرار بعد أن تتعرض بلدانهم الأصلية أما لكوارث طبيعية أو لهجمات عسكرية بحيث يفقدون ابسط مقومات الحياة مما يدفعهم لترك موطنهم والذهاب إلى مناطق أخرى يجدون فيها ما ينشدونه, إذ يجدون الأموال التعويضية عن خسائرهم وكذلك المأكل والملبس وكل مقومات الحياة والرعاية الصحية والتعليمية بحيث لا يشعرون بأنهم نازحون أو مهجرون أو لاجئون بسبب ما توفره لهم الدولة من خدمات من جهة والمؤسسات الخيرية والإنسانية والدينية من جهة أخرى.
لكن هذا أين ؟ انه فقط خارج العراق أما في العراق فالأمر مختلف تماما!! فالنازحين واللاجئين يتعرضون إلى اشد وأقسى أنواع الإهمال من جهة والاستئكال من جهة أخرى, حتى ان بعضهم ومن على الفضائيات قام بتمزيق هويته " الجنسية العراقية " وقال أنا لو كنت غير عراقي لاهتموا بي وبعائلتي !! والأخر عرض هويته للبيع مقابل أن يحصل على تعليم لأبنائه ووو.. الكثير من القصص المحزنة والمؤلمة التي يعيشها هؤلاء العراقيين المهجرين في داخل بلدهم, فهم أصبحوا يعيشون الإهمال الحكومي إذ لم يتم توفير لهم أبسط مقومات الحياة حتى إنهم هجروا وهم مهجرين, فكلما وضعوهم في مكان هجروهم إلى أخر, بالإضافة إلى سوء الخدمات بل انعدامها فأصبحوا عرضة لحر الصيف وبرد الشتاء, أصبحوا عرضة للأوبئة والأمراض لقلة الرعاية الصحية, وكل ما يخصص لهم من أموال فهو يذهب إلى كروش وبطون الساسة حتى أصبحت مسألة النازحين واللاجئين هي صفقة رابحة للسياسيين الفاسدين ليستأكلون أموال هؤلاء المساكين هذا من جهة.
ومن جهة أخرى أصبح هؤلاء المشردين في وطنهم عرضة للإهمال من قبل المؤسسات الخيرية – إلا القليل – والإنسانية فقليلة جدا هي المؤسسات التي تتحرك من اجل النازحين لكن هذا التحرك خجول جدا لأنه لم يحظى بدعم المؤسسة الأهم في العراق وهي المؤسسة الدينية التي غضت الطرف عن معاناة النازحين بل إنها أدارت وجهها عنهم, فقد ركزت همها على المطالبة بأموال ورواتب لمليشيات الحشد الشعبي التي كانت من أهم الأسباب لقصة النزوح داخل العراق, وأيضا عدم رفد المؤسسة الدينية لأي مؤسسة خيرية أخرى بالأموال من اجل النازحين, بل إن الآمر من ذلك هو التبرعات الضخمة التي تقدمها لمؤسسات خيرية في خارج العراق وإهمال النازحين والمهجرين واللاجئين العراقيين ؟!.
ولعل من أهم الشواهد هو تبرع ابن كبير المراجع وزعيم المؤسسة الدينية في النجف بمبلغ ( 5000000) خمسة مليون دولار – لاحظوا التبرع بالدولار – لمؤسسة مالالا الخيرية في الباكستان من اجل تعليم النساء الأميات ؟؟!! فلماذا لم يتم التبرع بمثل هذا المبلغ من قبل هذه المؤسسة للعراقيين النازحين واللاجئين ؟! أليس الأقربون أولى بالمعروف وهؤلاء هم أبناء البلد ؟! بل إن معاناتهم كان السبب الرئيس فيها هي الفتوى التي أصدرتها تلك المؤسسة ؟!.
فهذا هو حال النازحين واللاجئين العراقيين وهذه هي قصة بؤسهم فهم أصبحوا يعيشون بين الإهمال والاستئكال, يقول السيد الصرخي الحسني في محاضرته العقائدية التاريخية الثامنة والعشرون التي القاها يوم الجمعة 7 / 11/ 2014م وخلال استعراض من خلالها معاناة النازحين ومن السبب الرئيسي فيها, إذ قال سماحته ...
{ ... مئات الآلاف وملايين الناس في الصحاري وفي البراري وفي أماكن النفايات والقاذورات وعليهم ينزل المطر ويضربهم البرد كما مر عليهم لهيب الحر والسموم والشمس وحرارة الشمس وعطش الشمس ومعاناة الصيف, مر عليهم الصيف ومر عليهم الشتاء وتمر عليهم الأيام والأسابيع والأشهر والفصول والسنين ولا يوجد من يهتم لهؤلاء المساكين ، لهؤلاء الأبرياء, الكل يبحث عن قدره وعن ما يضع في قدره وفي جيبه وعما يملئ به كرشه من هذه الطائفة أو من تلك الطائفة، من هؤلاء السياسيين أو من أولئك السياسيين، من هذه المجاميع التكفيرية أو من تلك المجاميع التكفيرية، من هؤلاء السنة أو من أولئك الشيعة، من هؤلاء الشيعة أو من أولئك السنة, الكل يبحث عن جيبه، الكل يبحث عن نصيبه، الكل يبحث عن كعكته, لا يوجد من فيه الحد الأدنى من الإنسانية، الحد الأدنى من الأخلاق ...}.

المرجع الصرخي يشدد على إنقاذ العوائل النازحة بعيدا عن الميول الطائفية ...
https://www.youtube.com/watch?v=-T_Q-YYkfGU&list 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق