الخميس، 21 سبتمبر 2017

ايام عاشوراء .. بين العادة والعبادة

فلاح الخالدي
...............................................
ان شهر محرم الحرام ها قد اقبل علينا وننتظر قدومه مؤزرين بالسواد والقلوب حزينة مغبرة لما تعرض له اهل البيت في ذلك اليوم وابنهم السبط ريحانة الرسول التقي النقي المظلوم الحسين بن علي (عليه وعلى ابائه الصلاة والسلام ) ذلك الهمام الذي نذر دمه وكل ما يملك ليبقى الانسان المسلم حراً كريما عزيزا مرفوع الرأس لا يهاب الطغاة والظلمة ولا يسكت عن ظلم يصيبه متخذ من طريق ابا الاحرار طريقا ومنهجاً للتصدي لكل طاغوت وظالم وجبار , متخذ من العقل والدليل والحجة والفكر اسلوب يحاكي فيه واقعه وينصر قضيته .
اذا محرم الدم والشهادة والانتصار يريد منا عمل مستمر فعال بين مجتمعنا لنكون زين على الحسين لا شين يتبرأ منه الحسين يجب ان يكون عملنا وعزائنا ولطمنا وتطبيرنا وطعامنا وخدمتنا مكللة بالقرب الى الله اولا قبل كل شيئ وعلى نحو العبادة الخالصة لله في رفع راية الاسلام عالية بالاخلاق والمجادلة بالحسنى والانتصار الى الحق اين ما يكون ومتى يكون ولانتبع الاعلام والواجهات واصحاب المناصب الظلمة لانهم اندادا للحسين وبأفعالهم وفتاويهم قتل الحسين بمقتل منهجه .
وهنا نستذكر ما قاله احد المراجع العاملين في قضية الحسين وتوجيهها التوجيه الصحيح لتكون غاية وهدف المراد منها القرب لله وعلى نحو العبادة وليس لأنها عادة كل سنة تمر علينا وتنتهي بانتهاء المراسيم والايام العشرة من محرم , فجاء في بيان اصدره المرجع العراقي الصرخي عنوانه (محطات في مسير كربلاء الرقم (69)) قال في احدى محطاته ما يفيد المقام ......
((وهنا لابد من أن نتوجه لأنفسنا بالسؤال ، هل أننا جعلنا الشعائر الحسينية المواكب والمجالس والمحاضرات واللطم والزنجيل والتطبير والمشي والمسير الى كربلاء والمقدسات هل جعلنا ذلك ومارسناه وطبقناه على نحو العادة والعادة فقط وليس لانه عبادة وتعظيم لشعائر الله تعالى وتحصين الفكر والنفس من الانحراف والوقوع في الفساد والافساد فلا نكون في اصلاح ولا من اهل الصلاح والاصلاح، فلا نكون مع الحسين الشهيد ولا مع جدّه الصادق الامين ((عليهما الصلاة والسلام )).
اذن لنجعل الشعائر الحسينية شعائر إلهية رسالية نثبت فيها ومنها وعليها صدقاً وعدلاً الحب والولاء والطاعة والامتثال والانقياد للحسين (عليه السلام) ورسالته ورسالة جدّه الصادق الامين ((عليه وعلى آله الصلاة والسلام)) في تحقيق السير السليم الصحيح الصالح في ايجاد الصلاح والاصلاح ونزول رحمة الله ونعمه على العباد ما داموا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فينالهم رضا الله وخيره في الدنيا ودار القرار.))
وختاماً نقول اخوتي المؤمنين احبائي استثمروا ايام عاشوراء وتعايشوا معها على انها عبادة لله وتعظيم لشعائره المقدسة , فلنطهر انفسنا ومجتمعاتنا ونبث روح الاخوة بيننا على مدار السنة ونطبق الاخاء والتكافل الاجتماعي بيننا لنستحق رحمة الله علينا ورضاه وليفتخر الحسين واهله النجباء بنا ويعرفوا ان دمائهم وتضحياتهم لم تذهب سدى , فلنغيض الشيطان وجنوده من خلال تطبيق الفريضة المعطلة والتي بها تحيا النفوس (الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ) والمطالبة بحقوقنا ولا نهاب الطغاة والظالمين فلنكون مستيقظين مما يدور حولنا ونراجع حساباتنا في اتباعنا وطريقنا الذي نسير عليه هل نحن مع الحسين واصحابه ام نحن مع يزيد و ارهابه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق