الاثنين، 23 أكتوبر 2017

الرد على ناكري الاجتهاد والتقليد .. الفرق الضالة ومنهم ابن كاطع البصري


فلاح الخالدي
...................................................................
 في الآونة الأخيرة وبعد دخول الاحتلال الكافر غزت المجتمعات الإسلامية بعض الأفكار الإلحادية وبعض المتصدين الذين يدعون المهدوية ومقام الإمامة وبث سمومهم الخبيثة بين الشباب , تحركهم أيادي خفية يجمعهم نفس الهدف , وهو تهديم العقيدة في نفس الفرد المسلم من خلال طرح الإشكالات والبدع ليزعزع اليقين عنده ليجعل مجالاً للشيطان الدخول في وساوسه , ليحيد المسلمين عن عبادة الله وانتهاك حرماته بكل يسر وسهولة ,.
 وبعد عجز هذه المنظمات الخبيثة من السيطرة على أفكار المسلمين وخاصة الشباب بسبب مرابطة علمائهم العاملين الذين اثبتوا جدارتهم في الساحة وعلى كل الأصعدة , توجهوا إلى قضية محورية في اتباع المؤمن وهو التقليد , وجوبه من عدمه , في خطوة منهم لفصل المؤمنين عن علمائهم ليسهل عليهم احرافهم عن طريق الله ونبيه وأوليائه الصالحين .
 وما دفعني لكتابة هذه السطور والتي أعتقد بها وبقوة الله أنها ردع لهذه الحركات المشبوهة والتي معروف مصدرها , وهو الملحد الخارجي (احمد ابن كاطع البصري) مدعي المهدوية ومقام الإمامة , وما يقوم به أصحابه من خلال التواصل مع الشباب الذي يجهل المسائل الفقهية , وتوزيعهم وريقات فيها بعض الروايات والمصادر والتي لم يثبت صحتها وتأكيد نقلها من قبل رواة تلك الأحاديث .
 علماً أن الاجتهاد هو واجب كفائي وليس جمعي , بقول الله تعالى في كتابه العزيز قال (تعالى)( وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً ۚ فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ) وقوله تعالى:{وما أرسلنا قبلك إلاّ رجالا نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكران كنتم لا تعلمون} وأحاديث أئمتنا عليهم السلام كثيرة في هذا ومنها ما ورد عن الإمام العسكري(عليه السلام ) : {فأما من كان من الفقهاء صائناً لنفسه حافظاً لدينه مخالفاً لهواه مطيعاً لأمر مولاه فللعوام أن يقلّدوه },ما ورد عن الإمام صاحب الزمان (عليه السلام) : {وأمّا الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا},ما ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) : {إذا أردت حديثناً فعليك بهذا الجالس ، وأومأ إلى رجل ، فسألت أصحابنا ، فقالوا ، زرارة بن أعين} . وهناك الكثير من هذه الروايات التي تؤكد رجوع العوام للعلماء .وهنا نقتبس لكم بعض ماورد في تلك المنشورات التي وزعت على بعض الشباب ومنها 
11_ اشكالاتهم الواردة يعرفون التقليد : إنه المبدأ الفقهي الذي يتخذ من التفكير الشخصي مصدر من مصادر الحكم ؟؟!!
 الجواب : إن المستشكل تدليسه واضح إلى أهل الاختصاص؟!, حيث أن المجتهد يعتمد في استخراج الحكم الشرعي , من خلال كتاب الله , وسنة نبيه المتمثلة بأهل بيته وما نقلوه لنا من أحاديث وتوجيهات وتفسيرات للأحكام في وقتهم , وعلى هذا الأساس يعتمد المجتهد لأستخلاص الحكم الشرعي بما يطابق ماذكرناه وليس ما يتخذه من تفكيره الشخصي ويطرحه مصدر من مصادر التشريع .
 ويعرف الاجتهاد عند الإمامية , هوبذل الجهد في استنباط الأحكام الشرعية من مداركها المقرّرة ، وأهمها القرآن الكريم والسّنّة ، وهي قول المعصوم وفعله وتقريره ، بعد دراسة العلوم التي تساعد على ذلك . ويقال للقادر على استخراج الأحكام من مصادرها (مجتهد).
22_وقول المستشكل رواية الإمام الصادق رغم عدم ثبوت صحتها ولكن نجيب عليها الرواية تقول قال الإمام الصادق (عليه السلام) (الحكم حكمان حكم الله وحكم الجاهل فمن أخطأ حكم الله حكم بحكم الجاهل) الرواية واضحة تخص الجاهل الذي يتصدى للحكم وهو لايعرف من الشرع شيء ولا أحكام الله ولا سنة نبيه , أما العالم المجتهد حكمه مأخوذ من مصدره القرأن ,السنة النبوية وهو حكم الله أكيد من خلال استخراجه منهما ؟.
33_قول المستشكل واحتجاجه بقول الطوسي (التقليد إن أريد به قبول قول الغير من غير حجة ...فذلك قبيح في العقول )!.
 وأيضاً هذا مردود لأن المجتهد عندما يتصدى عليه أن يقدم الحجة على المكلف من خلال مايمتلكه من علم يجاري أقرانه , والقول الذي يخرجه على شكل حكم شرعي يكون مستدل عليه من القرأن والسنة إذا يكون بحجة أيضاً .
 أما الاجتهاد والتصدي للفتيا كان بأمر الإمام الحاضر في زمانه لأن صاحب التشريع حاضر وهو الإمام المعصوم , أما في وقت الغيبة الكبرى وانقطاع الاتصال بالإمام الحجة صارت الحاجة ملحة للمجتهدين ليكونوا المتصدين لشؤون الأمة في عصر الغيبة ووضعت ضوابط وخصائص للمتصدى ومنها وأولها هو العلم والأرجحية على أهل زمانه من خلال مايطرحه من بحوث علمية تؤهله لإستخراج الحكم الشرعي وأطلق عليه (الأعلم) لتكون الأمة موحدة تحت قيادته وتوجيهاته ولا تكون مشتتة كما يراد منها اليوم ومن خلال طرح هكذا أفكار إلحادية خبيثة .
 ومن الملاحظ أن المستشكل ينقل روايات ومقالات نقلها مجتهدين في عصرهم إذا كنت تعتقد أن هؤلاء باطل عملهم كيف تستشهد بأحاديثهم ورواياتهم وأقوالهم ومنهم الشيخ الطوسي , والشيخ المفيد ,والسيد المرتضى ...؟؟!!.
 وختاماً نقول ونسأل المستشكل : ماهو الحل عندكم هل نترك الأمة تائهة تتلقفها ضباع الشرك والإلحاد , أو الجميع يتجه لطلب العلم واستخراج الأحكام الشرعية والعمل بها وبهذا تتعطل الحياة ولو كان التقليد غير جائز لكان الاجتهاد واجباً على كل فرد من أفراد العباد وهو تكليف ما لا يطاق فإن الطباع البشرية متفاوتة فمنها ما هو قابل للعلوم الاجتهادية ومنها ما هو قاصر عن ذلك وهو غالب الطباع وعلى فرض أنها قابلة له جميعها فوجوب تحصيله على كل فرد يؤدي إلى تبطيل المعايش التي لا يتم بقاء النوع بدونها فإنه لا يظفر برتبة الاجتهاد إلا من جرد نفسه للعلم في جميع أوقاته على وجه لا يشتغل بغيره فحينئذ يشتغل الحراث والزراع والنساج والعمار ونحوهم بالعلم وتبقى هذه الأعمال شاغرة معطلة فتبطل المعايش بأسرها ويفضي ذلك إلى انخرام نظام الحياة وذهاب نوع الإنسان وفي هذا من الضرر والمشقة ومخالفة مقصود الشارع ما لا يخفى على أحد.؟ أو إنكم تريدون احمد اسماعيل كاطع يسيطر على العقول ويبحر بها إلى طرق الجهل والظلام والكفر لتعبد الشيطان وتستخرج أحكامها من الرؤيا والسحر والنقر على القلوب ؟! اتقوا الله اتركوا الشباب وإذا كان عندكم اشكال توجهوا به إلى أهل الاختصاص وحاججوهم لا أن تذهب للشاب الكاسب الذي يبحث عن رزقه وتطرح عليه اشكالات هي ضعيفة وواهية المراد منها تجريف الشباب عن دينهم الحق واتباع دينكم دين الخرافات والكذب والتدليس .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق