الأربعاء، 4 أكتوبر 2017

ما السر تسمية دول الدواعش المارقة بالخلافة الإسلامية ؟؟

بقلم / باسم البغدادي
نحن نعرف أن مَنْ يُطلق على دولته عنوان الإسلامية يكون لازماً عليه التقيد بما جاء في شريعة الإسلام من أحكام و شرائع و سنن وفي مقدمتها حكمه على الشعب من حيث العدالة والحقوق والمستحقات والواجبات والعبادات وتحليل حلال الله , وتحريم حرامه والتزام بالأوامر الإلهية الصادرة من الله سبحانه و تعالى و نقلها رسول الله ( صلى الله عليه و آله و سلم ) للبشر عن طريق القرآن الكريم وما يُوحى إليه من تعاليم وإرشادات , والدولة الإسلامية في عهد الرسول وقائدها خير شاهد على ما نقول حيث كان القائد المتواضع الخلوق الملتزم الذي يجالس الفقراء والمساكين ومنه نستسقي اخلاقنا و اساليب تعاملنا مع الاخرين .
هذا بالنسبة للخط العام لتسمية الدولة الاسلامية اما في عهد الامويين وصولا لدولة المماليك بقيادة الملك خوارزم شاه, فلماذا سميت دولهم تلك والمؤرخون يعترفون بسقوطها أخلاقياً وما شاع فيها من فعل المحرمات والدوام على الموبقات والمجون و وما يذكره ابن الأثير وابن كثير والعبري في كُتُبهم يجعلنا نقف ونتأمل ما السر وراء إطلاق العناوين الاسلامية على دولهم وفي الحقيقة هي علمانية بامتياز بل العلمانية لاتفعل فعلهم جهارا ؟؟
وقد تعرض الكثير من الباحثين و المحققين ماضياً و حاضراً لذلك الظلم و الحيف الذي لحق بالاسلام و المسلمين جراء الافعال المشينة التي يرتكبها قادة و حكام و امراء و سلاطين تلك الدول و لعل ابرز هؤلاء المحققين المهندس و المحقق الصرخي خلال معرض كلامه في محاضرته (48) التي القاها ضمن بحوثه الموسوم (وقفات مع توحيد ابن تيمية الجسمي الأسطوري ) حيث تسأل المعلم الصرخي عن الاسباب التي دعت هؤلاء المارقة التيمية أن يُطلقوا العناوين الاسلامية على دولهم ؟؟ فقال ما نصه نقلاً عن لسان ابن العبري في تاريخ المختصر : ((وأرسل (خوارَزْم) رسولًا إلى الخليفة، وآخر إلى الملك الأشرف، ورسولًا إلى السلطان ‏علاء الدين صاحب الروم، يستجيشُهم ويُعلِمُهم كَثرةَ عساكرِ التَّتار وحِدّةَ شوكتِهم وشدّةَ ‏نِكايَتِهم ...، واستصْرَخَهم فلم يُصرِخوه، واستغاثهم فلم يُغِيثوه، فشَتّى بأرمية واَشْتَوا. ويصف ابن العبري حال خوارزم شاه وانحرافه : في الربيع توجّه إلى نواحي ديار بكر، وصار يُزجي أوقاته بالتمتّع واللهو والشراب ‏والطرب، كأنّه يودّع الدنيا ومُلكَها الفاني )) وأوضح المحقق الصرخي ارتباط ذلك السلوك بالنهج الأموي وعلاقته بأئمة التيمية قائلًا: [هذا هو منهج السلاطين مِن بني أمية، نزولًا، وهم أئمة ابن تيمية، توديع الدنيا عندهم ‏يكون بالخمور واللهو والشراب والطرب، وبلحاظ يكون لهم الحق، لأنّهم سيذهبون إلى ‏نار جهنم وبئس المصير!!! فأين يجدون مِن هذا في ذلك المكان؟!! فهم في يأس))‏ وأضاف الصرخي : ((التفتْ: هذا هو واقع حال السلاطين الخلفاء أئمة المسلمين وأمراء المؤمنين!!! ‏فهنيئًا للمارقة أبناء التيمية بهم!!! وحشرهم الله معهم في اقتران لا يفترقان!!! اللهم ‏آمين يا ربَّ العالمين، )) وتابع الصرخي متسائلًا حول السبب بتسمية دول التيمية الأموية وغيرها من دول الأيوبيين والزنكيين والسلاجقة بالدول الإسلامية رغم كل ما فيها من انحراف اخلاقي يفوق مستوى الإباحية في الدول العلمانية فهي بحقيقتها دول علمانية وليست أسلامية قائلًا
((ولا أدري لماذا التزييف والتدليس بتسميتها بالدول والحكومات ‏الإسلاميّة وهي في حقيقتها وواقعها علمانيّة وأكثر انفتاحًا وإباحيّةً وعِلمانيةً مِن ‏العلمانيّة نفسها؟!! فمَن منكم شاهد أو سمع خبرًا يقينيًّا عن أحد حكام العرب أو حكام ‏البلدان الإسلاميّة أو حكام الدول الغربيّة أنّه فعل مثل ما كان يفعل خوارزم وأمثاله ‏الفسقة الفجرة، في الجهر والعلن، في السلم والحرب، في الصباح والمساء، والناس ‏تُباد، والبلاد تخرّب وتدمّر وتُزال على أيدي الغزاة؟!! فأي دين، وأي أخلاق، وأي ‏عقل، وأي إنسانيّة، تجعل أو تقبل أن يكون مثل هؤلاء أئمة وخلفاء يحكمون باِسم ‏الإسلام؟)) ‏.
وختاما وحسب رأيي أقول أن هذه الحملات تقودها ايدي خفية تعمل بدقة مدعومة من الصهاينة ومدروسة ومقننه المغرض منها ضرب الإسلام بالإسلام من خلال دعم إسناد الشخصيات الجاهلة الفاسقة وإعطائهم هالة إعلامية تعرفهم للشعوب وما نراه في واقعنا خير دليل من تسمية دولة الإرهاب الداعشية بدولة الخلافة الإسلامية وبسببهم أصبح الإسلام إرهابي إجرامي وفي الحقيقة هم زمرة مجرمة قتلت المسلمين بدم بارد وتهرب امام اليهود كالغزال.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق