السبت، 18 أكتوبر 2014

لماذا السؤال عن الأثر العلمي يؤدي إلى الموت ؟!

بقلم /احمد الملا


وردت في القرآن الكريم الكثير من الموارد القرآنية الشرعية التي تحث على السؤال والاستفهام حول الأمور والقضايا التي لا نعرف حقيقتها ولا نعرف واجبنا تجاهها أو كيف نتعامل بها فقال تعالى (اسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) وفي مورد أخر قال جلت قدرته (اسألوا أهل الكتاب) في إشارة منه سبحانه وتعالى على ضرورة البحث والتقصي عن حقائق الأمور المجهولة لدينا نحن البشر لكي نكون على علم ويقين بما يدور حولنا وخصوصا في الأمور التي تخص الدين والإسلام والمذهب وما يؤيد ذلك الحديث الذي يقول { اسأل عن أمور دينك حتى يقال عنك مجنون } .
وهذا الأمر لا يبدو شرعا ولا عقلا ولا قانونا انه محرما أو منكرا, ومن يقول بخلاف ذلك فانه مخالف للعقل والشريعة وللقانون والفطرة الإنسانية, لكن الغريب إن في زمننا هذا نجد أن من يسأل عن بعض الأمور يكون مصيره التكفير والقتل والحرق والتعذيب والتهجير واتهامه بالتكفير والإرهاب والعمالة !! وبما إننا نعيش في زمن لا وجود فيه لمصدر التشريع – الإمام المعصوم – وفي زمن تكثر فيه الفتن والشبهات وفي عصر سوء وبلاء وشبهات واختلاط الحابل بالنابل أصبح علينا السؤال والبحث والفحص عن أمور ديننا لكي نخرج من ظلمات تلك الفتن إلى نور الهداية والصلاح وحسب ما نتوصل له من نتيجة من البحث والسؤال والتقصي.
لذا فعندما نسال عن اثر ودليل العالم أو المرجع الفلاني وماهو دليله على أعلميته نتعرض للتكفير ونتهم بالعمالة بل حتى يصبح دمنا مباحا وحلالا ؟! أليس من واجبنا البحث والفحص عن هذا المرجع أو العالم ؟! وان كان يملك هو بالفعل الأثر والدليل العلمي على اعلميته لماذا يستخدم أسلوب التكفير والتقتيل والتهجير والترويع بحق كل من يسال عن مؤلفاته ومحاضراته التي تدل على علمه ؟! هل السؤال حرام ؟ هل السؤال مفسدة ؟ هل السؤال يعارض العقل والمنطق والشرع والقانون ؟!
وهذا ما نعيشه اليوم مع إحدى المرجعيات التي تعرضنا من قبلها إلى القتل والتكفير والتهجير والاتهام بالعمالة حتى هدمت جوامعنا وحرقت مكاتبنا وحرقت جثثنا ومثل بها وسحلت في الشوارع واعتقلنا وعتم علينا وغيبنا لا لشيء إلا لأننا توجهنا بالسؤال لهذه المرجعية عن دليلها على علمها وما هي أثارها العلمية ؟!.
وقد تناول السيد الصرخي الحسني في محاضرته العقائدية التاريخية الخامسة والعشرين التي ألقاها يوم الجمعة 17 / 10 / 2014 م تلك القضية فقد انتقد مسألة التقديس المبالغ به للمراجع والرموز الدينية والذي وصل إلى حد مقام الإلوهية مستدلا بذلك بمقبولية الاعتراض والنقاش والسؤال على الفرائض الإلهية والشعائر التي يمارسها حجاج بيت الله الحرام وما تتعرض له من نقد وكما جاء عن ابن أبي العوجاء حين وجه عدة تساؤلات واعتراضات للإمام الصادق "عليه السلام "حول ما يفعله الحجيج في بيت الله بينما لا يستطيع احد أن يعترض على المرجع وينتقد رأي المرجع ويسأل عن بحوث المرجع الكاشفة عن علمه فالنتيجة ستكون القتل والحرق والقصف بالبراميل المتفجر وستسحل الجثث كما حصل مع مرجعيته حينما ناقش وانتقد فتوى الجهاد الكفائي وكما تعرض له أصحابه عندما كانوا يوجهون السؤال والاستفهام لوكلاء المرجعيات حول الآثار العلمية لمرجعيتهم وتطرق المرجع الصرخي حول هذا الموضوع بعدما استعرض رواية ابن أبي العوجاء قائلا :
{... ابن أبي العوجاء يسأل الإمام الصادق (عليه السلام) عن بيت الله، يعني من الذي أمرنا بالحج؟ النبي أمر بالحج، من الذي أمر النبي؟ القرآن، الله سبحانه وتعالى هو الذي أمر بالحج والنبي أمرنا والإمام بلغنا والصحابة بلغونا بهذا، اعترض بهذا الأسلوب، الآن من يستطيع أن يعترض بعشر معشار هذا الأسلوب الحاد في السؤال عندما يريد أن يسأل عن مرجع من المراجع يسأل عن شخص من الأشخاص يسأل عن رمز من الرموز الدينية، ماذا يفعل له؟ سيقطع إربا إربا سيحرق سيسحل سيمثل به سيهجر سترمى البراميل على بيته ستهدم البيوت ستجرف البيوت، جعلوهم آلهة من دون الله عبدوهم من دون الله... لماذا لا ننتقد؟ لنسأل عن العالِم لنسأل عن علم العالِم لنسأل عن أثر العالِم لنسأل عن كتب العالِم لنسأل عن علم العالِم وفقه العالِم، أما عندما يؤتى بعالِم ليس بعالِم، بعالِم لا يمتلك أي حظ من العلم فماذا تتوقع من هذا العالم ماذا يعطي من فتوى ماذا يعطي من حكم ماذا يعطي من نصيحة ماذا يعطي من إصلاح؟! سيأخذه الهوى يمينا وشمالا يأخذه الجهل يمينا وشمالا، يصعد به وينزل به والنتيجة خراب البلاد وخراب العباد وهلاك العباد...}.

الرابط للتسجيل الصوتي للمحاضرة الخامسة والعشرون لسماحة السيد الصرخي الحسني...
http://www.mediafire.com/listen/mcqp...1%D8%A9+25.mp3


 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق